ما كل هذا الغباء يا عرب ؟!!

هل نحن العرب متخصصون في الغباء السياسي ؟!! إنني أزداد يقينا يوماً بعد آخر بهذه الحقيقة البشعة ، فمشاركة العرب بهذا الشكل الواسع في مؤتمر أنابوليس – مؤتمر الخيانة – الذي اعتبره كبار السياسيين الأمريكيين أتفه من أن يكون ” عشاء عمل ” ليس له معنى سوى إنقاذ السيد أولمرت وحبيبه بوش من فشل كل منهما في لبنان والعراق .

فالسيد أولمرت الذي فشل فشلاً ذريعاً في حربه على لبنان وبعد سقوط مشروع دايتون في غزة الذي كان يهدف إلى تصفية حماس مما وضعه في مواجهة صعبة مع معارضيه في الكنيست الإسرائيلي ، إلا أن العرب كعادتهم في الكرم الشديد لم يستطيعوا أن يتركوا السيد أولمرت لوحده فقاموا مشكورين بفتح الباب لتطبيع عربي واسع مع الكيان الصهيوني وذلك بعد أن سبقهم النظامين المصري والأردني – العملاء-  في كامب ديفيد ووادي عربة مما  يعد إنجازاً غير مسبوق للقيادة السياسية الصهيونية في ترسيخ الحالة الإسرائيلية كواقع لامفر منه ويجب قبوله والتأكيد على القبول الإقليمي والدولي وربما مصادرة حق الأجيال القادمة في المطالبة بكامل فلسطين في إطار الشرعية الدولية.

أما السيد بوش فهو الآخر قد غرق بإدارته في الوحل العراقي ويبدو أنه لم يعد يعرف كيف سيخرج من هذه الورطة ، خاصة وأن ولايته ستنتهي في 2008 وهو لايجد أي إنجاز حقيقي قدمه على مستوى السياسة الخارجية في فترة الثماني سنوات على رأس الإدارة الأمريكية بعد استنزف مليارات الدولارات من الموازنة الأمريكية في حربيه في العراق وأفغانستان وهو مايبدو أن مبرراته لم تعد تقنع الشعب الأمريكي وهو ما دفع الشعب إلى أن يختاروا السيد بوش كأغبى رئيس للولايات المتحدة على مر تاريخها ، ويبدو أن الرئيس الأمريكي وجد في القضية الفلسطينية – الإسرائيلية فرصة له خاصة وأن اللوبي الصهيوني في االولايات المتحدة له تأثير كبير على الناخب الأمريكي ، وكان العرب كعادتهم عند حسن الظن في عدم ترك السيد بوش ليواجه هذا الموقف لوحده فأعلنوا استعدادهم للقبول بإسرائيل بذهابهم إلى هذا المؤتمر ليعلنوا  بكل بجاحة خيانتهم لقضية أمتهم الأساسية وليؤكدوا على عدم صلاحية أي منهم في أن يكون على رأس السلطة في بلادهم لا النظام المصري أو الأردني اللذان أعلنوا التسليم منذ زمن ولا النظام السعودي أو السوري الذي يثبت يوماً بعد آخر أن موقفه من إسرائيل هو مجرد موقف سياسي لا أكثر وليس مبدأ استراتيجي له ، فالنظام السوري حين يجد استعداد إسرائيل لإعادة الجولان مقابل الخنوع سيسرع إلى تقبيل الأيدي والأقدام ، وهذا ماينطبق على باقي الأنظمة العربية الخونة.

أما الذي تم التأكيد عليه في اليوم الأول للمؤتمر فهو تأكيد السيد بوش على التزامه بإسرائيل كوطن قومي لليهود بعد أن أعلن السيد أولمرت قبل المؤتمر بأيام بأنه لايمكن تحقيق سلام مع الفلسطينيين دون اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الإسرائيلية ، وهو ما يعني نسيان القدس تماماً وعدم التفكير في إمكانية عودة اللاجئين لأراضيهم المحتلة قبل الـ 67 والـ 48 ، أما الأمر الآخر الذي تم التأكيد عليه فهو الإلتزام بخارطة الطريق التي تدعو بكل بساطة إلى تجميد بناء المستوطنات – لاحظ كلمة ” تجميد ” – مقابل أن تحارب السلطة الفلسطينية المقاومة الفلسطينية الباسلة التي وصفها العميل أبومازن بالـ ” العبثية ” في أكثر من مرة والتي كان يحرص دائماً على تنصله وإدانته لعمليات المقاومة الباسلة أكثر من حرصه على إدانة الانتهاكات الإسرائيلية – ده إذا أدانها من أصله – .

إن الأيام تثبت وتؤكد على أن الطريق الوحيد لاسترداد الأرض هو التمسك بالمشروع المقاوم على كافة الأصعدة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وضرورة دعم حركات المقاومة في العالم العربي والإسلامي والتأكيد على ثقافة المقاومة في الأجيال الناشئة لأن هذه القضية هي قضية صراع أجيال إذا أردنا أن نفهم حقيقتها.   

Advertisement

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s