أحفاد سلول ..!! بقلم: إبراهيم عيسى

تفتكر لماذا لا تسترجل حكومتنا أبدًا أمامإسرائيل”؟

أين هي الكرامة؟! واوعى يا جدع.. ح نكسر رجل أي واحد ينتهك حدود مصر، ولن نسمح، ولن نغفر، ولن نسكت!!.

يبدو أن الحكومة المصرية حين يقول مسئولوها لغوًا من نوع “لن نسكت” معناه أنهم لن يسكتوا فعلاً، بل سوف ينكتمون ويخرسون تمامًا!!.

إسرائيل” تنتهك حرمة مصر، وتطلق على أطفالها الرصاص، ولم نشهد هؤلاء “العناتير”- جمع عنتر- الذين كانوا يعلنون الحرب على أهل غزة، بينما لم نسمع منهم سوى مواء القطط أمام ارتكاب “إسرائيل” مجازر ضد أهل غزة؛ من شيوخٍ وأطفالٍ ونساءٍ، وذبحها قياداتِ المقاومة الإسلامية هناك.. أين حكومة مصر “سبع البرمبة”؟! أين مصر القائدة والرائدة؟!

يبدو أنها مشغولة جدًّا بالتنكيد على سوريا وتنفيذ المخطط الأمريكي بعقاب دمشق لموقفها من انتخابا الرئيس اللبناني، وكأن مؤتمرات القمة حدثٌ مهمٌّ، وكأنها مؤتمرات قمة فعلاً!!.

 

في الحقيقة إن مؤتمرات الحكام العرب قمة في شيء واحد.. قمة في السخافة والتكرار.. قمة حكامٍ يقفون تحت مظلة المذلَّة الأمريكية “الإسرائيلية، يعيشون بالاستبداد والفساد والتزوير والتزييف لإرادات الشعوب!!.

قلت- وأقول-: إن شاء الله ما انعقدت القمة العربية، “وكنا خدنا إيه يا حسرة من القمم السابقة؟! في ستين ألف سلامة”!! هذا ما تنشغل به مصر الرسمية؛ حتى لا تقترب من طرف فستان السيدة ليفني، ولا يؤذوا مشاعر صديقهم أولمرت، أو أي مسئول “إسرائيلي”؛ فكلهم حصلوا على هذه الصفة الحميمة من قادة مصر، كم مرة سمعت رئيسنا وهو يقول “الصديق رابين”!! “الصديق بيريز”!! حتى أصدقاؤه باراك ونتنياهو وأولمرت!!.

آه.. نسيت أن مصر الرسمية مشغولة أيضًا وجدًّا بالدفاع عن النبي المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ضد رسوم دنماركية مسيئة، وتريد مصر الرسمية أن تشعلها نارًا دبلوماسيةً غاضبةً مقدَّسةً، والمسئولون الذين يدَّعون ويزعمون ثورتهم على الإساءة للنبي الكريم يتناسون تجرؤهم على كلِّ المقدسات، بل على النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم؛ بتعذيب خلق الله في السجون والأقسام.. بسجْن الآلاف بغير ذنب ولا محاكمة.. بتشريد الأمهات والبنات والأطفال.. بسجن آبائهم بتلفيق التهم وتزوير الحقائق.. بسرقة البلد.. بخيانة الأمانة.. بتلويث ماء الشرب وعدم صون حياة المواطنين..!! أليست هذه جرائم أفظع مائة مرة من تجرؤ رسَّام أحمق أو عدَّة صحف نزقة في بلد غير مسلم على نبي الإسلام؟! أليست “إسرائيل” يا حكام مصر المحروسة و”المفروسة”- بما ترتكبه من فظائع ضد مسلمين ومسيحيين ومدنيين في غزة فلسطين ولبنان- أوْلى بأن تقاطعها ولا ترسل لها الغاز والبترول الذي يموِّن طائراتهم ودباباتهم التي تقتل الفلسطينيين بل والمصريين؟! أم أن تحالف حكومة مصر مع تل أبيب وواشنطن يمنع ذلك؟!

هل تعتقدون أيها المدَّعون أن مقاطعة البضائع الدنماركية، وهي التي لا تشكِّل أي شيء في أي ميزان عربي، تغفر لكم استيراد البضائعالإسرائيلية” وتمويل “إسرائيل” بالغاز والبترول المصري؟! هل تتوهَّمون أن سبَّ الدنمارك والهجوم عليها، وهي الدول التي لا تهشّ ولا تنشّ، يشفع لكم في هذا التواطؤ البشع مع “إسرائيل” وأمريكا ضد الفلسطينيين وسوريا وحزب الله وإيران؟!

والله ووالله ثلاثًا.. لو كان بيننا محمد بن عبد الله حيًّا، والمفروض أنه بيننا حيٌّ بسنته وشريعته ومنهجه، لقال للعالمين: إنكم أحفاد ابن سلول؛ ألم يكن منافقو المدينة المنورة لا يفعلون إلا ما تفعلون؟!.——* جريدة (الدستور) 2/3/2008م.

Advertisement

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s