حماس السبب!!.. هذه هي أكثر المبررات خسةً التي يحاول البعض تبرئة “إسرائيل” بها، إن حماس سبب مجازر “إسرائيل” في غزة.. هذا اللغو الشائن يأتي من الرؤساء والملوك والمسئولين العرب الموالين لأمريكا ومن كثيرٍ ممن يكرهون الدين فيكرهون أي حركةٍ دينيةٍ أيًّا كانت وأينما كانت، وبصرف النظر والعقل عن سياق ما تكونه.
تسمع كثيرًا هذه الساعات حكاية أن حماس السبب الذي دفع تلأبيب إلى ارتكاب المجازر في غزة وفلسطين!!، ولكن السؤال: هل كانت حماس- بالمرة– المسئولة عن احتلال فلسطين؟! وهل حماس كذلك هي التي حاصرت ياسر عرفات في رام اللهوقتلته؟! هل مذابح “إسرائيل” من دير ياسين وكفر قاسم وبحر البقر وصابرا وشاتيلاوقانا، ومجازر “إسرائيل” التي يغفرها الرئيس مبارك ولم يحرِّك لها إصبعًا في دفنمئات الجنود المصريين في صحراء سيناء.. هل كل هذه الجرائم والمجازر كانت بسببحماس؟!!
لم تكن حماس موجودةً أصلاً ولا رجالها قد ولدوا، ولا أحدمنها كان قد تحمَّس بعد، بينما الإرهابيون الصهاينة كانوا موجودين ويرتكبون كل هذهالآثام التي يحاول مسئولو حركة فتح- بمنتهى الوطي السياسي- أن يبرئوا “إسرائيل” منها، أو أن يبرِّروا لها جرائمها حين يتهمون حماس.
إنهم يذكِّروننا فورًا بسلاطين ومماليك عصر الحروب الصليبيةحين كان الواحد منهم يختصم مع أمراء منافسين لهم وبعضهم كان يصارع أخاه وشقيقه علىامتلاك قلعة أو إمارة حصن، فكان يتحالف مع الصليبيين ضد شقيقه وأخيه وأهله، بالضبطكما يفعل رجل الشيخوخة العربية في السلطة الفلسطينية في رام الله الآن الذي يشبه “توفيق الدقن” والي عكا في فيلم الناصر صلاح الدين!!.
يتحدَّث البعض عن جرائم “إسرائيل” على طريقة “ولكن”؛ يدينهاكأنه “بني آدم” وعنده دم، ثم سرعان ما يقول: “ولكن”- لكن إيه يا روح الوالدة- “لكنحماس هي السبب”، كأنه يقدم المبرِّرات والأعذار لقتل الأطفال والأبرياء والمدنيينمن دولة عنصرية نازية محتلة وغاصبة.
شيء مذهل هؤلاء الصهاينة العرب الذين يموِّلون “إسرائيل” بالبترول المصري والغاز المصري، وقبل ذلك الحديد المصري والأسمنت المصري، ثم يقولونإن “إسرائيل” تضغط على مصر كي تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية.. يا خبر أسود!!، وهلتصدير البترول والغاز وخلافه والكويز وتبعاته والمشاركة في حصار غزة ومنع العبوروالمرور من المعابر؛ دعمٌ لفلسطين؟!
ما هذا النصب السياسي الذي يُعلِن بكل فخر هذا الفُجْر منالتواطؤ المتحالف مع “إسرائيل”؟!؛ فَهْمُنا أن الحكومات العربية تابعة ذليلةلـ”إسرائيل”، وفهمنا أنها عاجزة ومخصية عن أي فعل حقيقي دفاعًا عن نفسها وشرفها،لكن أن تصل الخساسة وقلة الأصل حدَّ أن نضع مسئولية المذابح الصهيونية والنازية علىعاتق الضحايا والشهداء.. هل نساوي بين من يطلق مدفعًا وصاروخًا على من يحتله ويغتصبأرضه ويجوِّعه ويحاصره ويقتله ويذبح أطفاله.. هل نساويه بجرائم العدوان ومجازرالمحتلين؟!قولوا لنا: دمكم فصيلته إيه؟! هل يمكن أن يكون دمًا بشريًّافعلاً؟! ————
* الدستور 3/3/2008م