إذا كنت ممن لايتمنون التحدث بواقعية في وقت الفرحة .. أتمنى منك أن تتجاوز هذه المقالة ولا تقرأها فانا أعتقد أنها ستضايقك
أما إذا قررت قرآتها .. فأتمنى منك أن تدرك أني لا أقلل من شأن أي فرحة تحملها
ولكنها مجرد فكرة أناقشها ..
____________________________
في تغير مفهوم الفخر بالوطن
بين وطن يحتفي ببناء مصنع جديد أو جامعة جديدة أو نوبل خامسة ..
وبين وطن أصبح الجميع يهلل فيه وراء منتخب الكرة ..
بين وطن معيار الرجولة فيه عدم التهاون في مقدرات الوطن أمام أعدائنا ..
وبين وطن معيار رجولته هو الفوز بمبارة كرة قدم والتأهل لبطولة ما ..
بين وطن يخطط لمتي يدخل عصر الفضاء ..
وبين وطن يخطط لمتى ينتهي من بناء استاد برج العرب ..
بين وطن همه القضاء على فقر مواطنيه ..
وبين وطن همه وحلمه التأهل لكأس العالم ..
بين وطن يقف قائده ويتدخل ليوقف مجزرة غزة أو يتحرك ليحاسب من أغرق أبنائنا في البحر ..
وبين وطن يحيي قائده مواطنيه من استاد كرة القدم ..
بين مواطن تثار حميته حين يرى من يموت من شدة الفقر ..
وبين مواطن يسهر حتى الصباح احتفالا بالفوز في مبارة كرة القدم ..
..
..
ليس عيبا في كرة القدم ..
وليس تقليلا منها ..
وليست دعوة لعدم الاهتمام بها ..
أو متابعتها ..
أو الفرح بالانتصار في بطولة لها ..
..
..
ولكنه ..
ولكنه استغرابا لطموح وطن ..
طموح وطن كان يوما يعلم البشرية الحضارة ..
وطن أصبحت عبقريته تاريخا ..
بينما حاضره محزن ..
ومستقبله مبهم ..
..
..
بين وطن كان يحاول البحث عن حلم ..
..
..
وبين وطن لا يجد سببا للفرح إلا كرة القدم