محاولة للفهم 4: تأزم المشهد السياسي المصري

الفترة من 25 يناير إلى 11 فبراير كانت تفسيرا عملية لمقولة ” المستحيل هو لا شيء”. فترة الثمانية عشر يوما أرادت أن تبعث رسالة إلى الإنسانية مفادها “من فضلكم ازيلوا كلمة معجزة من المعجم اللغوي واضيفوا مكانها كلمة غياب الإرادة”
بعد اكثر من 5 أشهر على تنحي المخلوع مبارك أصبحت المعجزات سيدة الموقف ونتناسى نحن المصريون أحيانا كثيرة أن أهمية ثورتنا ليست في التفاخر كونك مصريا ولكن في قضية هل سنترك أملا وتراثا لشعوب الإنسانية في أن المستحيل هو لا شيء فعلا؟!
كثير من شعوب الأرض قررت أن تؤمن بأن الإستسلام هو الحل! الإستسلام في مواجهة فساد سلطة أو امبريالية المال أو الحق في حياة كريمة آمنة أو في حرية الإبداع أو في حق الإنسان في أن يختبر حدود تفكيره أو كثير من الأشياء التي من المفترض أن تكون من بديهيات الوجود الإنساني
في مشهد يكثر فيه الصراخ يبدو ذلك كمعجزة المعجزات
بين فرضية أن العقل لا يؤتمن على مستقبل مصر وبين فرضية أن الله خلقنا للمعاناه يتجمد المشهد المصري. ويتناسى أصحاب الفرضيات أن الله هو الذي أعطانا هذا العقل لنستخدمه إلى أقصاه (وإلا لماذا خلق) ويتناسى الاخرون أن اللذي خلقنا جعل العقل ميزتنا وهو لا يعادينا بالضرورة . وأصبح العقل والدين يتنافسان في ميدان كان يفترض أن يكونوا فيه أصدقاء
ورغم أن هذا صراع أزلي ربما لن ينتهي لكن المشكلة في أن يكون هذا سببا في تجمد الحضارات أو تجمد الحركة. في أن يكون اختلاف التفكير سببا في ضياع الثقة ونتناسى في كثير من الأحيان أن مانريد تحقيقه لا يرتبط بالضرورة بهذا الصراع الفكري فلا حرية العقول ستعمل على تخلفنا ولا الدين هدفه أن نكون متسوليين.
ربما يكون الخوف هو السبب. الخوف اللذي تربت عليه أجيال من المصريين. الأدب بسبب الخوف التفوق بسبب الخوف العبادة بسبب الخوف الصمت من الخوف. ومع الخوف يغيب بتلقائية الثقة والإرادة.
وبالخوف يتحول بغريزته الإنسان إلى شخصية مدافعة. وحين يكون الإنسان مدافعا فهو ببساطة في حالة من الجمود أو التراجع.
الخوف من الحرية التي تغضب الله أو الخوف من الدين اللذي سيحدد حدود تفكيري وابداعي ينهي تماما الثقة التي من المفترض أن نحملها لبعض.
وبينما يغرق المخلصين في حب الوطن في مستنقع الخوف لا يجد الفساد أي مشكلة في الثقة (الظاهرية) بمن هو أكثر فسادا منه فهو يدرك أن توسع شبكة مساعديه هي أساس قوته وإن اختلفت الايدولجيات والأهداف.
وحين ندرك ذلك ونعود لوحدة الميدان بالتأكيد ستتصحح وجهة الثورة المصرية وفـي ساعتها ستختفي كلمة “معجزة” ويمكننا أن نبدأ في التفكير في قيادة العالم وليس الإنتخابات في سبتمبر أو ديسمبر!
Advertisement

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s