مشاهد يومية في دولة الظلم.

لي صديق عزيز والده من الإخوان. هو ليس من الإخوان. 

والده تم اعتقاله من بيته منذ 3 أشهر دون العرض على أي محاكمة في إحدى معسكرات الأمن المركزي نتيجة امتلاء كافة السجون بالمعتقلين دون تهم حقيقية. 

منذ عدة أيام تم تجديد الحبس الإحتياطي له ولغيره. انفعل على وكيل النيابة. وكيل النيابة رد عليه بعدم وجود قضية ولكن الأوامر بألا يخرج.

قلت لصديقي لماذا لم تبلغني أن اليوم سيعرض والدك على النيابة كنا ذهبنا معا. قال لي أنه لا يستطيع الذهاب لانه انفعل في المرة السابقة على الظابط نتيجة معاملة والده. وإن ذهب في هذه المرة فسيتم اعتقاله أيضا!

أعرف والده جيدا. هو شخص لا يختلف على احترامه وأدبه أحد. أعرفه جيدا منذ 10 سنوات. لم يبخل علي يوما بنصائحه الأبوية. لا تستطيع إلا أن تحبه. 

ربما تختلف معه سياسيا. لكنه بالتأكيد ليس خطرا على الوطن.

ربما هو خطر على دولة الظلم.

منذ يومين سألت صديقي عن والده. قال لي: متبهدل يا بلال…

قبلها بأيام قال لي: لم أعد أشعر بالإنتماء إلى هذه البلد … 

السؤال المهم الآن. ماذا تفعل الدولة لحل مشكلة امتلاء السجون بالمعتقلين السياسيين المحبوسين احتياطيا دون تهم حقيقية؟

قررت الدولة بناء مجمعات سجون جديدة.

سنسجن المزيد.

بناء مجمع سجون واحد يعادل في تكلفته بناء 100 مدرسة. 

ليس عندنا وقت للتعليم. 

..

بكرة الثورة تقوم ماتخلي..

Advertisement

ملاحظات جانبية: قليل من العقل مفيد – العنف لا يولد إلا عنفا!

في 2001 بوش استغبى الشعب الأمريكي تحت زعم الحرب على الإرهاب بعد تفجيرات سبتمبر وكانت النتيجة قتل مئات الآلاف من الأفغان والعراقيين وتدمير الدولتين رغم أن المخابرات الأمريكية هي من دعمت طالبان وتبنتها ابتداءاً.
النتيجة انتشار القاعدة في العالم وعدم القضاء عليها.

دلوقتي في واحد في مصر بيلعب نفس اللعبة ويستخدم سياسات قمعية ستعطي أرضية لانتشار الفكر المتطرف. كما انتجت سجون عبدالناصر الجماعات التكفيرية.

كل يوم تزيد الدولة من عدائها لأفراد من المجتمع حتى وصل إلى أن تسرق الدولة أموال الفقراء من الجمعيات الخيرية التي لا علاقة لها بالسياسة والتي تتم مراقبة حساباتها من الجهاز المركزى للمحاسبات التابع للدولة.

لن تقوم لهذه الدولة قائمة مادامت الدولة تتصرف كالشخص المجنون الذي يحمل سلاحاً.

العنف لايولد إلا عنفاً.

الدولة المصرية إذا لم تكف عن استخدام السياسات القمعية واستخدام  مفردات الحرب على الإرهاب لتبرير تلك السياسات فلا تتوقع إلا انتاج الدولة لإرهاب حقيقي من كثير من المصريين الذين كانوا حتى يهابون أن يحملوا سلاحاً لا أن يفكروا في استخدامه.

كل الدول التي استخدمت القمع لمواجهة عدم الاستقرار فشلت ولو بعد حين.

قليل من العقل مفيد.