السرقة هي أحد المبررات القوية التي يسوقها أعضاء نادي إلغاء الدعم الحالي.. السرقة من وجهة نظرهم تتم خلال مستويين.. أثرياء «طفسين» يزاحمون الغلابة في رغيف عيش «أبوشلن» الذي لا يمكن أكله إلا بسبب الفقر الدكر وسنينه، الأثرياء البخلاء يزاحمون الغلابة في فرصة تعليم مجاني لأبنائهم في فصل مكتظ بالتلاميذ في مدرسة آيلة للسقوط. هذا ما تصدع به الحكومة رءوسنا ليل نهار بحكاية ضرورة وصول الدعم إلي مستحقيه.. السرقة الأخرى والأكبر هي تسرب الدعم عبر عصابات سرقة منظمة تخطف دقيق الغلابة عبر مخابز والفنادق الفاخرة التي تستخدم أنبوبة البوتاجاز.. ولا حكاية الثري «ابن الايه» الذي يسخن مياه البيسين «حمام السباحة» بأنبوبة بوتاجاز بـ275 جنيها فضلا عن حمامات السباحة العملاقة في فنادق الخمسة نجوم فما فوق.
باختصار الدعم يسرق ويتسرب ولذلك يجب نسف النظام الحالي لنظام أكثر عدالة.. نظام «يوصل» الدعم إلي مستحقيه علي طريقة «هوم دليفري» لحد باب البيت.. ولكن الحكومة تنسي أو تتناسى دورها في تسهيل سرقة الدعم ورفع فاتورة الدعم علي الخزانة العامة للدولة. السرقة ليست فقط أن تضع يديك في جيب غيرك أو تشتري من السوق السوداء كام «شكارة» دقيق مدعم من سرق حلم قمح توشكي من المواطنين الغلابة؟ من اصدر قرارات خاطئة رفعت دعم رغيف العيش؟ من يغالي ويحتكر معظم السلع المدعمة دون أن يترك لنا فرصة معرفة السعر العادل للسلطة أو الدعم الحقيقي الذي تتحمله الموازنة قبل الحديث عن إلغاء الدعم ولو تدريجيا عن البيزنس يجب أن تتجاهل الحكومة توفير الحد الأدنى من وسائل المواصلات الآدمية للمواطن. قبل أن نعيد تشكيل خريطة الدعم لا يجب أن نتجاهل أن السلع والخدمات المدعمة كانت تمثل نسبة حاكمة من الدخل بالنسبة لجميع المواطنين، باختصار يجب أن نعيد التفكير في جداول المرتبات الهزيلة للكبار والصغار علي حد سواء مرتبات أقرت في «زمن الستينيات» زمن الدعم للجميع.
يمكن الرجوع لأصل المقال – من موقع حركة كفاية – من خلال الرابط :http://harakamasria.org/?q=node/9880