محاولة للفهم 5: لو كان ده جنان اتجنن! عن التفكير اتحدث.

969364_378783145577054_1003994887_n

هذه مقالة هدفها أن تدفعك للتفكير لا أن تعجبك أيا كان الطرف الذي تدعمه في هذه الأزمة .

لم أعد أدري هل السكوت فضيلة أحيانا أم لا! وماتعودت أن أكتم رأيا اعتقده وإن سبب لي ذلك المشاكل وقد فعل كثيرا!

أخشى ماأخشاه أن يتوقف الناس عن التفكير ورغم أننا في مصر نعاني أزمة في التفكير منذ زمن إلا أننا الآن ندخل في مرحلة خطيرة هي أقرب ماتكون إلى عصور الظلام في أوروبا في القرون الوسطى حينما كان يضطر من يفكر أن يدعي الجنون حتى يتركه الناس.

لم تعد لحياة الانسان قيمة! 

ومنذ متى كان للإنسان قيمة في مصر؟ هذا أول ماسيتبادر إلى ذهنك

دعني أصحح ..

أصبحنا نتمنى أن يموت من يخالفنا الرأي أو على أفضل الأحوال لن نحزن إذا قام طرف يملأه الغضب بالتخلص منه!

معظمنا اما احزنه من سقط من الجيش في سيناء أو حتى أفراد من الشرطة في الاعتداء على أقسام الشرطة واما أحزنه من سقطوا في رابعة وقليل منا أحزنه سقوط الطرفين بنفس القدر.

ليست المأساة هنا ..

المأساة أن كل الأطراف حسنة النية – لا أتكلم هنا عن القيادات في الطرفين – المأساة أن أي من الطرفين لا يشعر بتأنيب الضمير عن أي خسائر في الطرف الآخر لأنه وبكل صدق يظن أن في تصرفه حماية لمستقبل هذا الوطن  من وجهة نظره .

طرف يرى أن في التخلص من  تيار ديني أظهر عدم نضج واضح في حكم مصر خلال عام كامل وترك خطابات من الكراهية الدينية تنتشر وبرر كل عنف ارتكب خلال حكمه وتخلى عن الشارع كثيرا حينما تعارض مع مصالحه ولم يستطع حتى أن يحمي أمن المواطن أو يوفر الإحتياجات الأساسية للحياه سواء كان ذلك نتيجة فشل في الإدارة أو نتيجة عدم خبرة .. يرى في التخلص منه حماية لمستقبله وهو قد شاهد كثيرا من التكفير والكراهية والتعالي من هذا التيار لم يراها حتى من نظام كنظام مبارك  الذي كان يعرف جيدا من يعادي في خطاباته.

وطرف يرى أنه يتعرض لمؤامرة تهدف للتخلص من المشروع الإسلامي أو يتم الإعتداء على حقه في اختيار حاكمه ويعتقد أنه إذا تراجع الآن فإن المقصلة الأمنية لن ترحمه ولن يكون له دية في ظل حالة من العداء العام تجاهه الآن في مصر وبلتالي فإنه يرى أنه لا بد له من المقاومة  وأصبح أن يسقط في المواجهة خير له من أن يذهب للمجهول .وفي ظل هذا الشحن واستمرار سقوط أشخاص تعرفهم يصبح من السهل جدا أن ترى أن تراجعك الآن هو طريق المجهول فعلا أو هو خيانة لدماء من تعرفهم ممن سقطوا .

في ظل هذا التفكير لن يملأ عقلك إلا الغضب من الطرف الآخر ولن تقبل بأي حل وسط بل ربما لن تتحمل قراءة كلامي هذا وعن أي حل وسط أتحدث وكل منا لم يتعود إلا على الإنتصار لموقفه وفقط . تعودنا أن نفكر بعقلية اما انتصر أو انهزم  أما فكرة أن ننتصر نحن الاثنين فهذا نوع من الانهزام من وجهة نظرنا لأنه يعني تراجعنا نسبيا عن شيء كنا نريد تحقيقه.

ننسى أحيانا أن التفكير بعقلية الإنتصار يعني بالضرورة انهزامك أيضا حتى لو حققت جميع مطالبك! فما معنى أن أشعر بالفرحة وجاري حزين منكسر أو مامعنى أن أكون غنيا في مجتمع فقير!

في ظل هذا الجو المشحون لن نستطيع أن نرى بعض الحقائق التي كنت أود أن أذكر بعضا منها الآن وأنا متأكد أنك كنت ستقبل معظمها لو كنت تقرأ هذا الكلام في وقت آخر .لكن  أتمنى فقط أن تفكر في بعض الحقائق .

من السهل جدا أن اغضب وهو لا يعني غالبا أني ساأتصرف بشكل صحيح حين أغضب .الصعب أن افكر بهدوء في وقت الأزمة .

هناك أطراف تتغذى على غضبك وتتمني أن تظل هكذا لأطول فترة ممكنة.

هناك أطراف تتغذى على احباطك وتتمني أن تظل هكذا لأطول فترة ممكنة .

من السهل جدا أن أموت إذا كنت أعتقد أني  على ثغر من ثغور الإسلام وأني سأموت شهيدا . لكن الصعب أن ابقى لأبني وطنا . ربما لاننا لم نتعلم كثيرا أن في طلب العلم والرزق وبناء الأوطان جهاد . لم نتعلم كثيرا أن عمارة الأرض والأوطان هي الهدف من خلقنا أما مواجهة عدو في معركة فهي لجوء الاضطرار ونحن بالضرورة لسنا في هذا الموقف وان كان هناك ظلم.

لن يقتل الرصاص فكرة حتى لو كانت فكرة خاطئة.

لن يتحرك هذا الوطن إلا بالتراضي أما أن نتخلص من الآخر فستكون حلقة غير منتهية فبعد أن تتخلص من هذا الطرف ستظهر خلافات بيننا وسنلجأ للتخلص من بعضنا البعض وهكذا .لن يبـقى منا أحد.

طب يعني! إيه الكلام؟

مش هنرجع نكتشف كروية الأرض من أول وجديد.

لو كانت النخبة السياسية وقيادات الشارع عاجزة عن الحل فنبدأ إحنا!

ابحث عن نقاط الإتفاق مع المختلف معك.

Advertisement

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s